-اُلقيَت في مهرجان الشعراء الشباب العربي الأول, وفي جامعة
بغداد عام 1993م.
- نُشِرَتْ
تلبيةً لرغبةِ الأستاذ شادي مراشدة في معرفةِ بعضِ قصائد سناء القديمة ( في
الجاهلية ). وأعتذرُ لمنْ سَيَسْتَصْعِبَ بعضَ ألفاظِها؛ فهي كما قلتُ : ( من
الجاهلية ).
-1-
دَخَلَتْ لِدُنْيَا
الضَّائِعِ المُتَشَرِّدِكي تَسْتَقِرَ وأسْتَقِرَ بِمَعْبَدي
سَكبتْ بأقَدْاحِي الهوى فَشَرِبْتهُ
قدْ كُنْتُ ظمآناً
فَلمْ أتَرددِ
قدْ أغرقتني بالجَنى وتريدُ أنْ
تمحو سَوابقَ عاشقٍ مُتمرِّدِ([1])
جَاءتْ بِوقتٍ قدْ هَجَرتُ بهِ الغِنا
قدْ أغرقتني بالجَنى وتريدُ أنْ
تمحو سَوابقَ عاشقٍ مُتمرِّدِ([1])
جَاءتْ بِوقتٍ قدْ هَجَرتُ بهِ الغِنا
لِتقولَ لي: يا شاعِر
العشقِ انْشدِ([2])
فهيَ التي قد ذكَّرتني بالتي
نظراتها فوقَ ارتقاء الفرقدِ([3])
فهيَ التي قد ذكَّرتني بالتي
نظراتها فوقَ ارتقاء الفرقدِ([3])
-2-
فَرْعاءُ, شَلّالٌ
تَدفَّقَ شعْرُهالون الدُّجى مِن لونهِ المُتَبددِ([4])
أحلى النَّسائم رافقتْ شلّالَها
لِتُداعِبَ الخُصُلاتِ كالمُتوددِ
فَوْدَانِ, لو قارونُ يَمْلِكُ واحِداً
فَوْدَانِ, لو قارونُ يَمْلِكُ واحِداً
-3-
وَطْفَاءُ,
تَحْتَرِفُ الحُرُوبَ عُيونُهاحُرَّاسُها في السِّلمِ ألفُ مُهَنَّدِ([7])
صَوْتُ السُّيُوفِ إذا تَطابقتِ الجفو
نُ يُهيّجُ الإحْسَاسَ بالمُتَجمِّدِ
وإذا تباعدتِ الرموشُ ترى السما
ءَ مَعَ انْبلاجِ الفجْرِ رغمَ الأسودِ([8])
مَنْ حَارَبتْ عَيناهُ مِثلَ عُيونِها
سَيموتُ – حتماً – مِيتةَ المُسْتَشهِدِ
-4-
زَهْراءُ, كمْ رَمتِ الرِّماحَ بِخِفَّةٍ
مِنْ وَجْنَةٍ قتلتْ ولم تتقصَّدِ([9])
وإذا شَكوْتَ فسَوفَ ترجِعُ خائِباً
لا حُكْمَ؛ إذ قتلتْ بغيرِ تَعَمُّدِ
البدرُ يظهرُ أبيضاً مُتَردداً
وخُدودها كالبدرِ دُونَ تَردُّدِ
في أسْفلِ الخدِّ اليمينِ عَقيقَةٌ
خَرجتْ عن القانونِ, مثل الهُدْهُدِ([10])
-5-
لَمْيِاءُ, فردوس المُدامِ
بِثَغرهِازَهْراءُ, كمْ رَمتِ الرِّماحَ بِخِفَّةٍ
مِنْ وَجْنَةٍ قتلتْ ولم تتقصَّدِ([9])
وإذا شَكوْتَ فسَوفَ ترجِعُ خائِباً
لا حُكْمَ؛ إذ قتلتْ بغيرِ تَعَمُّدِ
البدرُ يظهرُ أبيضاً مُتَردداً
وخُدودها كالبدرِ دُونَ تَردُّدِ
في أسْفلِ الخدِّ اليمينِ عَقيقَةٌ
خَرجتْ عن القانونِ, مثل الهُدْهُدِ([10])
-5-
إنْ كانَ في الشفتينِ صَمْتُ مُغرِّدِ([11])
فإذا تألقتِ الشِّفاهُ بِبَسْمَةٍ
بَانَ الرَّبيعُ مُنَمَّقاً بِزُمُرِّدِ
وإذا تَحرَّكتِ الشِّفاهُ لِكلْمةٍ
جاءتْ عَنادِلُ تحتفي بالمُنْشِدِ([12])
رِضْوانُها وَردٌ تَحصَّنَ بالقَنا
لَيَرُدَّ نَظْرَةَ حاسدٍ أو معتدِ([13])
-6-
جَيْداءُ, لا ما أبصرتْ عينايَ قطُّ
كَجِيْدِها المُتَزرِّفِ المتوردِ([14])
جِيْدٍ يَبِيْنُ مُقَيَّداً بِقِلادَةٍ
وهوَ المُقيِّدُ دونَ قيدِ مُقيدِ
جِيْدٍ لهُ طولٌ يزيدُ بهاءها
قدْ نافستْ فيه النَّخيلَ بِسُؤدُدِ([15])
تحتاج أحداقي ليومٍ كاملٍ
لِتَزوْرهُ وتروحَ فيهِ وتغتدي
-7-
ثَدْياءُ, ما أبْصَرْتُ صَدْراً سيِّداً
صَدْراً تقولُ لهُ الخمائلُ: سيِّدي([16])
صَدْراً يُغطِّيه الشفيفُ بِرِقَّةٍ
مثلُ الضبابِ يُستِّرُ الصُّبْحَ النَّدِي
صَدْراً حَيِيَّاً؛ إنما ذا قُدْرَةٍ
إنْ قالَ: كُنْ, فَحَيَاةُ زَهْرٍ تَبْتَدِي
جَمَعَتْ بِنَهْدَيْها نُعُومةَ ظِبْيَةٍ
وشذا الربى, وخشونة المُسْتَأسِدِ
-8-
كمْ غوْطةٍ حَسَدَتْ يديها إذْ رأتْ
أغصانَ لَوْزٍ في رَبِيْعٍ سَرْمَدِي
في كَفِّها مِنْ كُلِّ طِيْبٍ قَطْرَةٌ
فَيْحَاءُ, في يَدِها أُصُولُ المَوْرِدِ
فإذا تشابكتِ الأصابعُ لَوَّنتْ
مِسْكاً بِدُرٍّ, عنْبراً بِزَبرجدِ([17])
أيدانِ يا ربّ البريَّةِ أم تُرى
أسطورتانِ من الزمان الفَدْفَدِ؟!([18])
-9-
كمْ نحلةٍ تركتْ زُهورَ رياضِها
إنْ مرَّتِ الحسناءُ وقتَ الموعدِ
لِتُقارِنَ الخَصْرَ النَّحِيْلَ بِخَصْرِها
ولقدْ تفوزُ سَناءُ, لوْ لمْ ترتدي
رِيْمٌ تَبَخْترَ في الفَلا , وكأنَّما
مِنْ شِدَّةِ الخُيَلاء حَلَّقَ في غَدِ
يمشي الهُوَيْنَى, والغُيومُ وراءهُ
والكَوْنُ دُونَ
إرادَةٍ بهِ يَقْتَدِي([19])
:
:
.
-12-
إنْ تسألوا عنها؛ فلستُ بِكاتِمٍ
رِيمٌ على دِينِ المَسِيحِ بإربدِ
(نِمْرِيَّةٌ) لو صُغِّرتْ شهْراً ويو
ماً كاملاً, كُنَّا بنفسِ المولِدِ
.............................
-12-
إنْ تسألوا عنها؛ فلستُ بِكاتِمٍ
رِيمٌ على دِينِ المَسِيحِ بإربدِ
(نِمْرِيَّةٌ) لو صُغِّرتْ شهْراً ويو
ماً كاملاً, كُنَّا بنفسِ المولِدِ
.............................
.............................
كلامات تتعدى الخيال رائعه جدا
ردحذفهذا من لطفك وحسن ذوقك ورهافة حسك.
حذفالبارحة يا دكتور أشعلت نار الشوق في صدري الى هذه القصيدة
ردحذفو كعادتك أوفيت بعهدك فكانت قصيدة غاية في الجمال والروعة , و والله ما قيل فيك حين إلقائك هذه القصيدة في بغداد لم يوفيك حقك فإنني لم أسمع بحياتي أجمل وأبلغ من شعرك الوصفي لكن الآن برزت حاجة ملحة و المتمثلة بـعقد أمسيات شعرية فإنني أرى برأيي المتواضع أنه من الظلم أن لا تنتشر هذه الدرر بشكل أوسع
وأنا عاجز عن شكرك على إهدائـك لـي هذه القطعة النفيسة المزركشـة و ما زلت أطمع بالمزيد ...........
أخي العزيز شادي,
حذفأولاً: أنني أشكر الله على هذا الطقس القارص, والذي أدى إلى تعصيل المدارس, فتفرعت تسنيم لطباعة القصيدة؛ فأوفيتك عهدي.
ثانياً : أشكرك على إعجابك الواضح الفيَّاض.
ثالثاً: هل لي أن أسألك: أيهما أجمل برأيك:
واحة جديدة... أم خطيئة بعد الخلاص؟!
بصراحه واحه جديده لم اقرا نظيرها بالوصف ولكنك تعرف مقدار حبي ل (خطيئه بعد الخلاص) لها وقع خاص عندي لا ادري لماذا ربما لانها ترتبط بذكريات معينه حين سمعتها لاول مره
حذفهي هكذا:
حذف(ربما لانها ترتبط بذكريات معينه حين سمعتها لاول مره)
رائع ما ترجمه قلمك لينقل هذا الوصف بهذه الدقة , فعيون الحبيب تصبح كآلة التصوير توصف و تظهر ما هو جميل ..
ردحذفأجمل تشبيه لمسته في القصيدة هو :
في أسْفلِ الخدِّ اليمينِ عَقيقَةٌ
خَرجتْ عن القانونِ, مثل الهُدْهُدِ
تشبيه بليغ لم اسمع به قط ..
ادعو الله لك بالتوفيق والسداد و ننتظر دوما بشوق المزيد من فيض ابداعك ...
أشكرك إن كان الشكر يكفي,
حذفوالقادِمُ أخطرْ