ظِلّي .... د. ناصر السخني

رَدّاً على المذَبذَبين المفسِدين، الذين يحاربونَ بِالفتنةِ الحقَّ المبين، ويحاولونَ إطفاء نورِ البراهين بنفثِ وهمزاتِ ولمزاتِ الشياطين يلقونها في آذان الجهلاءِ السامعين..

-1-

تَفَاجَأتُ حِينَ رأيتُ أَمَامِي
خَيَالي على الأرضِ أكبرَ مِنَّي

ويرغبُ بالانقِضَاضِ عَليَّ

بدونِ حَياءْ

خيالاً تَرَنَّحَ بِالهذيانِ

وَعِزّتهُ الإثمُ

تَأخُذهُ في دُجى الكبرياءِ

ليُصبِحَ مُحترِفَ الخُيَلاءِ

ليتِّخذوا العِجْلَ،

عِجْلاً يَخورُ بِحُلي النِّساءْ

ليُشرِبَ قَلْبَ الضّعيفِ الأَسِيْفِ

كُؤوساً مِن الزِّيفِ

والافتِراءْ

أراهُ أَمَامِي

يَقُدُّ قَمِيصِيَ مِن قُبُلٍ

بِسِلاحٍ هُو الزُّور والادّعَاءْ

وَيَلتفُّ خَلفِي،

يَقُدُّ قَمِيصِيَ مِن دُبُرٍ

كي يُبَعثرَ في القِيْلِ والقَالِ

كُلَّ اجتِوَاءْ

وَحَولي يَدورُ بكُلِّ اتجاهٍ

كَكَوكَبِ شُؤْمٍ يُريدُ انفلاتاً؛

فيا للغباءْ

-2-

أَيَا ظِلَّ جِسمِي

لَقَدْ فَتَنُوكَ لِكي يُبعِدُوكَ

وقَدْ أفسدوكَ وما ذكَّروكَ

بِأنّكَ حَيٌّ لأنّي الهواءْ

تُرى هل تَنَاسَيتَ؟!

أمْ قَد نَسِيتَ؟!

بأنّكَ ظلّي

وَمَا لَكَ عَنّي غَنَاءْ

أنا الأصلُ؛

لولايَ لم تَكُ شيئاً

لِسَانكَ لَيلٌ ، لساني الضّياءْ

وَمَهمَا فَعلتَ, وَمَهمَا ارتقيتَ

فأنتَ على الأرضِ

مَهمَا تطاولتَ:

أنفكَ ليسَ يَشُمُّ السَّماءْ

وانّي بدونكَ أحيا بأرضٍ

ورَأسيَ حُرٌّ بكلِّ فضاءْ

-3-

وَإنْ كُنتَ تَنْبَعُ مِن قَدَمَيَّ

وَإنْ كُنتَ تَتْبَعُ أطرافَ رِجْلَيَّ

لستُ أخونُكَ؛

إنَّ الوفاءَ بدمّي ارتواءْ

فَهَلَّا عَقَلْتَ وَعُدتَ لرُشدِكْ

توضّأْ وصَلِّ وتُبْ أُبْ لِربّكْ

فإن أَشْرَقَتْ شُمسُ هذا الزّمانِ

مِن الغَربِ

ليسَ يُفيدُ الرَّجاءْ

24/8/2013م