17‏/11‏/2012

لُوْمُوْا ..... د. ناصر السخني

   رداً على التعليقات التي تفضل بها بعض الأخوة والأخوات على قصيدتي: " لَاْ ..", والتي كتبتها في 1/11/2012م, ونشرتها في 6/11/2012م. مع فائق شكري وامتناني لبعث روح القصيدة بي.

-1-

أَلاْ لُوْمُوْا ؛

فإِنَّ اللَومَ بَعضٌ مِنْ عَنَاءاتِي ....

ومَهمَا كَانَ، مَهمَا كُنتُ

مَهما قِيلَ، مهما قُلْتُ

لَستُ بخالصٍ أَبَدَاً

مِنَ اللُوَّامِ في كُلِّ الحِكَاياتِ ....


وأنّي إنْ عَشِقْتُ أُضَامُ

أنّي إن هجرتُ أُلامُ

حتّى إنْ صَمَتُ فقد تُعاتبني مُعَانَاتِي ....


أَلاْ لُوْمُوْا ؛

فليسً يزَيد عَذلُكُمُ الأسَى بي

لا، ولا حتّى يُساهِمُ في مُواسَاتِي ....

-2-

أَلاْ لُوْمُوْا صَراحةَ عَاشقٍ مجرُوحْ

ولُوموا الجُرحَ في المذبُوحْ

ولُوْمُوْا الشّاعرَ المفضوحَ

حينَ يَبوح عَمّا في الحَشاشاتِ ....


ولُوْمُوْنِي إِذا ما الكَبتُ أضنَانِي

وإِنْ حَاولتُ إخفائِي بِتِبياني

وإنْ قَبَّلتُ مَنْ أَهوَى بِأسْنَانِي

فليسَ يزَيد عَذلُكُمُ الأسَى بي

لا، ولا حتّى يُساهمُ في مواساتِي ....

-3-

أَلاْ لُوْمُوْا ؛

كَأنَّ الشَّيخَ ليسَ يُحِبْ

كَأنَّ الحُبَّ للصِّبيان أو لِلِّعبْ

كَأنَّ الدّينَ يمنَعُ أَنْ أُحَبَّ وأنْ أُحَبَّ الْحُبْ

كَأنَّ اللهَ حَرَّمَ أَنْ أُغَازِلَ مَنْ أُحِبُ بِحُبْ

وأَنّ قصائِدي في العِشقِ جُرْمٌ مِن خَطِيئاتِي ....


ألَا ولتَعلَموا مِنّي :

يشيخُ الجِّسمُ لكِن لا يشِيخَ القَلبْ

وأنَّ اللهَ للشيءِ الجَّميل مُحِبْ

وأنَّ تَغَزُّلي صِدقٌ وليسَ بِكذبْ

وأنّ الحبَّ قُرآني، وإنجيلي، وتوراتي ....


أَلاْ لُوْمُوْا ؛

فليس يزَيد عَذلُكُمُ الأسَى بي

لا، ولا حتّى يُساهِمُ في مُواسَاتِي ....

-4-
وُلوموني إذا عانيتُ في حُبّي

وإنْ جُرّعتُ سُمَّ البُعدِ في دَربي

وإنُ هاجرتُ من عُقلي إلى قَلبي

وإن قَلّتْ، وإن زادتْ حبيباتي ....


إلا إنّ الهوى نِعْمَةْ

وقَلبٌ ليسَ فيهِ هوىً هوُ النِّقمَةْ

وإنسانٌ بغيرِ هوىً

جَمادٌ دُونَما رَحْمَةْ

أليسَ الحُبُّ خلفَ جميعَ لحظاتِ المَسرّاتِ

أليسَ البُعد منْ يوحي بِألحانٍ وأبياتِ

أليسَ الفَنُّ ينتجُ عن صَباباتٍ وفَرْحاتِ

وَيَخْرُجُ مِنْ مَراراتٍ وأَنّاتِ ....


فَلُوْمُوْني ؛

فليسً يزَيد عَذلَكُمُ الأسى بي

لا، ولا حتّى يُساهمُ في مواساتِي ....

-5-

ويَسألني جَهُوْلُ الحالِ عَنْ أَرضي ونَجماتِي

فإنْ كانَتْ دَوّافِعُكم هِيَ الرِّفقةْ

وإنْ كانتْ دَوافِعُ بعضِكم رِقّةْ

وإنْ كُنتم تُحبّوني؛

ولُو في حُبّكم شَفقَةْ

ومهما كَان دافِعُكمْ

فليس يزَيد عَذلُكُمُ الأسَى بي

لا، ولا حتّى يُساهِمُ في مُواسَاتِي.

11/11/2012م

هناك 12 تعليقًا:

  1. إلى
    عاشقة قصائدي: أمل,
    وتلميذي قي الشعر: الغلام العاشق القتيل,
    وتلميذتي حنان الفايز,
    أتمنى أن أكون قد رددت على تعليقاتكم.
    وشكراً لكم.
    د. ناصر السخني

    ردحذف
  2. محمود مراشده17‏/11‏/2012، 1:53:00 م

    رائع جدا كما عودتنا دائما

    ردحذف
  3. الأخت الرقيقة الدقيقة الغالية رنيم, تحية وبعد؛
    لقد قرأتُ تعليقكِ التالي: (( "وأنّ الحبَّ قُرآني، وإنجيلي، وتوراتي" أعلم أن القرآن والإنجيل والتوراة هي كتب مقدسة, وليس لها مثيل, وبقولك "وأنّ الحبَّ قُرآني" تؤكد به بأن الحب شيء مقدس لديك .. وأن درجة قدسيته تصل لقدسية الكتب السماوية !! و كأن به شبهة !! أو أنني أسأت الفهم)).
    فأقول لتوضيح مقصدي:
    1- قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم/21 .فالحب غريزة وفطرة في كل الأنام, وديننا هو دين الفطرة ودين الرحمة ودين المحبة على الدوام، وإن الإسلام لا ينكر المحبين وأهل الهيام, ولا يحرم بواعث الحب والغرام، ولا يسدُّ منابع الود والاشتياق والوئام، ولكن يهذب المباح حتى لا يفلت الزمام، ويقع المرء في الضلال والظلام. فالواجب أن لا يجر الحب إلى الحرام. والحب شكلان: الأول: رجل قُذِفَ في قلبه حب امرأة فاتقى الله تعالى، حتى إذا وجد سبيلاً إلى الزواج منها تزوجها وإلا فإنه يصرف قلبه عنها. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله وعلية وسلم: "لم يُرَ للمُتحابَّينِ مثلُ النكاحِ ". رواه ابن ماجه, وصححه الألباني. وقال المناوي في "فيض القدير": إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة، كذا ذكر الطيبي، وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا. اهـ.
    والثاني: من تمكن الحب من قلبه مع عدم قدرته على العفة حتى انقلب هذا إلى عشق، وغالب ذلك عشق صور ومحاسن. وهذا من الحب المحرم.
    2- أما السؤال: هل للحبِّ قُدسية؟! فأقول : نعم؛ للحب قدسية تجعلك تفعل ما يريد حبيبك, وتتجنب ما لا يحبه, وأنا القائل:
    ما العيش إلا أنْ تُحِبّ وأنْ يُحبكَ منْ تشاء.
    3- ولكن؛ هل يُجُّوِزُ ذلك للشاعرِ أن يُشبِّه قُدسية الحب بِقُدسية الكتب السماوية؟! فأقول : نعم؛ لِأنَّهُ لا يُشترطُ تطابق المشبه والمشبه بهِ, فاللهُ عزَّ وّجلَّ شبَّهَ نوره بمشكاةٍ فيها مصباح إذ قال وهو أصدق القائلين: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "النور/35
    وانظري في قصة مدح أبي التمام للمعتصم حين قال:
    إقـدام عمرو في سماحة حاتـم
    في حلـم أحنف في ذكاء إياس
    قال له الفيلسوف الكندي: إن الأمير فوق ما وصفت, وهو أكبر قدراً من هؤلاء:
    فأطرق أبو تمام قليلاً ثم قال:

    لا تنكروا ضربي له من دونه
    مثلا شروداً في الندى والباس
    فالله قد ضرب الأقل لنوره
    مثلا من المشكاة والنبراس
    فتعجب الحاضرون من شدة فطنته وسرعة إدراكه.

    أرجو أن أكون أوضحتُ وجهة نظري القابلة للنقد. وشكراً.

    ردحذف
    الردود
    1. بسم الله,
      الأخت الدقيقة الباحثة عن الحقيقة رنيم, تحية وبعد؛
      لقد قرأتُ تعليقكِ, والذي تتساءلين بهِ : ((1- أما بالنسبة للتشبيه: فالله سبحانه وتعالى شبَّه الأعلى بالأدنى؛ ولكنك في قصيدتك تشبه الأدنى (قدسية الحب) بالأعلى (قدسية الكتب السماوية) ؛ أعلم بأنه لا يشترط التطابق,
      2- ولكن ألا تعتبره تجاوزا ؟؟!!
      3- وهل المقصود بقولك هذا هو فقط توضيح لقدسية الحب عندك ؟؟!!
      4- أرجو تقبل نقدي ونقاشي,
      5- ولكن لأقطعَ الشك عندي باليقين في بعض الأمور)).
      فأقول لتوضيح مُرادي, وللرد على استفساركِ واستهجاناتكِ:
      1- تعلمين أنَّهُ لا يُشترط التطابق التام بين المشبه والمشبه بهِ, وإشكاليتكِ كانت عن تشبيهي الأدنى بالأعلى..... وحيث أنَّهُ لا يُشترط فلا قيد في أعلى أو أدنى؛
      *فانظري التشبيه – في الحالتين- في قول الله عزَّ وجل: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ }البقرة261.
      ثم قوله:{كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً, وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة/264-265.

      ثم دعيني أسألكِ عن التشبيه في قولهِ تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ }البقرة/17.
      فإذا علمتِ أنَّ المشبه به: الذي استوقد ناراً فلمّا أضاءت ما حوله أطفأت ناره.
      والمشبه: المنافقون الذين استضاءوا بنور الإسلام فترة ثمّ ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون، فأين هو الأدنى والأعلى؟؟؟!!!.
      *وانظري عندما جاء الشاعر البدوي "علي بن الجهم" إلى المتوكل فأنشده مادِحاً:
      أنت كالكلب في حفاظـك للـود وكالتيس في قراع الخطوبِ
      أنت كالدلو , لا عدمنـاك دلـواً من كبار الدلا كثيـر الذنـوبِ
      *وعودي وانظري في قصة أبي التمام للمعتصم:
      إقـدام عمرو في سماحة حاتـم في حلـم أحنف في ذكاء إياسِ
      *وانظري إلى من يشبه حبيبته بالقمر, والقمر أدنى من البشر, ولمن يشبه حبيبتهُ بالملاك, والملاك أعلى من البشر – إلا المؤمنين- طبعاً.
      *وانظري قول نزار القباني:
      حبك يا عميقة العينين
      تطرف, تصوف, عبادة.
      حبك مثل الموت والولادة
      صعب بأن يعاد مرتين.
      إذن : فلا قيد في أعلى أو أدنى في التشبيه؛ فالمشبه به: هو شيء مألوف يستخدم لتوضيح المشبه, مع وجود خصائص مشتركة بين المشبه والمشبه به.
      2- أمَّا قولكِ: ((ولكن ألا تعتبره تجاوزا ؟؟!! )). فأقول: حتماً هو تجاوز للمألوف, ولكنهُ ليس تجاوزاً لمقتضى البلاغة المعروف.
      3- أمَّا قولكِ: ((وهل المقصود فقط توضيح لقدسية الحب عندك ؟؟!! )). فأقول: بل هو ترسيخ لمعنى الحب لدي, وفي شعري وأدبياتي أكثر من 100 تعريفاً وتشبيهاً للحب, وحولها أدندن.
      4- أمَّا قولكِ: ((أرجو تقبل نقدي ونقاشي)). فأقول: بل هو من دواعي فرحي وسروري؛ وجود من هي في ألمعيتكِ وفطنتكِ.
      5- أمَّا قولكِ: ((ولكن لأقطعَ الشك عندي باليقين في بعض الأمور)). فأقول: أنا لا أعرف ما هو شككِ – وإن كنتُ ألمح ذلك – وعليه فلا أعرف يقينكِ – وإن كنتُ ألمسُ ما هنالك – ولكنني أجبتُ ببساطتي وعلى عُجالة لعلي أشفي غليلكِ. فأرجو أن أكون أوضحتُ وأجبت, ووجهة نظري قابلة للنقد والأخذ والرد. وشكراً مرة أخرى.

      حذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    تحية ملؤها الحب والاحترام والتقدير لمن ليس له مثيل على الاطلاق في هذه الدنيا،وأتمنى لو أنه في بيت كل واحد من بيوتنا،لربما تقولون أبالغ ولكن الى حد هذه اللحظه في معرفتي لشخصه لاأبالغ فهو منارتي وقدوتي الى هذه اللحظه وأتمنى أن يبقى هكذا الا أن ينقضي العمر بي أو به لدرجة أنني أخاف من خسارته،لاأعرف ماذا أسميهوسأترك الخيار لعقلي وقلبي ليبحث عما يليق بتسميته،فلن ألومك فكيف ألوم من لا يلام في نظري،ولكن كل قصيدق أقسم أنها تتحدث بتفصيل عما يواجهني،فاقل اهدائي لقصائدك مني لك وأقول حسبي الله ونعم الوكيل وأسال من أسال غيره أن لا يحملني مالاطاقة لي به وان لايؤاخذني ان نسيت أو أخطات......................................؟؟؟اللهم علمك بحالي يغنيك عن سؤالي فارحمني يارحيم ودعائك ليان تفضلت بالدعاء لي وأعتذر ان بدر أي شي ضايقك في تعليقي.
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك

    ردحذف
    الردود
    1. يكفيني أنكِ دخلتِ لموقعي وعلقتي,
      فألف شكر.

      حذف
  5. دكتور ناصر السخني
    اتحفتنا انت ورنيم بهذا النقاش الجميل
    ولكن اعذرني بسؤالي لك
    انت تقول: وأنّ الحبَّ قُرآني، وإنجيلي، وتوراتي ....
    وكأن الكتب السماوية تقوم على الحب!!!!!!!!!!!!
    وأنا معك في رأيك ولكنني استوضح فقط
    بالله عليك ارأف بي في إجابتك.يا قدوتي ومثلي الأعلى.
    زميلتك نرمين النمري

    ردحذف
  6. الدكتور ناصر
    كنت خايفة من ردة فعلك على تعليقي الماضي
    بس يبدو انو ما عندك جواب
    او انك ما اخترمت تعليقي وما عجبك واهملته
    اة لاني مسيحية ما بدك تجاوب
    اتحفتنا انت ورنيم بهذا النقاش الجميل
    ولكن اعذرني بسؤالي لك
    انت تقول: وأنّ الحبَّ قُرآني، وإنجيلي، وتوراتي ....
    وكأن الكتب السماوية تقوم على الحب!!!!!!!!!!!!
    وأنا معك في رأيك ولكنني استوضح فقط
    بالله عليك ارأف بي في إجابتك.يا قدوتي ومثلي الأعلى.
    زميلتك نرمين النمري

    ردحذف
    الردود
    1. الجزء الأول من الرد (لأنَّ مكان التعليق لا يتسع للرد كجزءٍ واحد متكامل)
      الزميلة نيرمين,
      لقد جاء في تعليقكِ قبل يومين:
      " اتحفتنا انت ورنيم بهذا النقاش الجميل
      ولكن اعذرني بسؤالي لك
      انت تقول: وأنّ الحبَّ قُرآني، وإنجيلي، وتوراتي ....
      وكأن الكتب السماوية تقوم على الحب!!!!!!!!!!!!
      وأنا معك في رأيك ولكنني استوضح فقط
      بالله عليك ارأف بي في إجابتك. يا قدوتي ومثلي الأعلى.
      زميلتك نرمين النمري".
      ثم أعقبتيه بتعليقٍ استفزازيٍ مُشين:
      " الدكتور ناصر كنت خايفه من ردة فعلك على تعليقي الماضي
      بس يبدو انو ما عندك جواب!!!
      او انك ما احترمت تعليقي وما عجبك واهملته؟؟!!
      او لاني مسيحية ما بدك تجاوب؟؟!!
      زميلتك نرمين النمري".
      فأقول:
      1- أشكرك لوصف النقاش بيني وبين رنيم على أنهُ "جميل", ولاعتباركِ لهُ أنهُ هادفٌ.
      2- بالنسبة لسؤالكِ:" انت تقول: وأنّ الحبَّ قُرآني، وإنجيلي، وتوراتي, وكأن الكتب السماوية تقوم على الحب!!!!", لقد الحقتهِ بِقولكِ:" وأنا معك في رأيك ولكنني استوضح فقط". ثم طلبتِ مني الرأفة بالإجابة؟!! وسوف أجيبكِ على سؤالك المتداخل بعد أن أناقش ما جاء في تعليقكِ الاستفزازي "الثاني".
      3- أظهرتِ خوفكِ من ردة فعلي أو إجابتي على التعليق, ثم وضعتِ احتمالات لعدم ردي – وكانت احتمالاتكِ بعيدةً عن أي شكلٍ من الصحَّة – وضمن ذلك استفزازي للرد. وأقول لكِ لم أردّ على التعليق بسبب الانشغال, وها أنا أرد عند تمكّني من ذلك, لا غير. فأنا احترم كل من شرَّفني وعلَّق, ومن احترمني وقرأ شعري, ومن قَدَّرني ودخل موقعي, وكما تلاحظين أنَّ هنالك الكثير ممن يعلقون ولا يكتبون اسماءهم, ولا أعرف من هم, وأردُّ عليهم. ومقياس الرد: ليس انَّ ما يعجبني أردُّ عليه وما لا يعجبني لا أردُّ عليه!!!, وأمَّ كونكِ مسيحية, فما في ذلك حتى أمتنعُ عن الردِّ؟؟. وأنا القائل – في قصيدةٍ قديمةٍ -:
      مسيحيَّة؛
      ولكنْ ربها ربي
      تُطَلُّ بوجهِ حُورية,
      فيرميها الهوى قُربي.. إلخ.

      حذف
    2. الجزء الثاني من الرد:
      وعلى كل حال, ودحضاً لكلِّ اهمال, ومسحاً لكلِّ احتمال, وردَّاً على السؤال, أقولُ بعون اللهِ ذي الجلال, وهو المعين المتعال:
      بسم اللهِ الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله ربّ الأولين والآخرين، قيوم السموات والأرضين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين محمدٍ الصادق الأمين, وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين, ومن سَار على خطاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين, وبعد زميلتي نرمين؛
      فإنَّكِ تسألين عن الحبِّ في الكتب السماوية – القرآن والإنجيل والتوراة – فاعلمي أنَّ الحبَّ الصادق الذي دعتْ إليه الكتب السماوية هو الذي ينقي القلوب ويطهرها ويرقى بها, فهو حب مربوطٌ برضا الله. واعلمي:
      1- أنَّ من أسماء اللهِ "الودود", وأنَّهُ – جَلَّ وعلا - خلق العالم من الرحمة ومن الحب، وجعل الجمال في كل ما خلقه، وهو جميل يحب الجمال.
      2- أنَّ كلمة الحبِّ في القرآن الكريم وما اشتق منها وردت (82) مرَّة, وكل ما يمكن أن يقال عن الحب والمحبة موجودٌ فيه؛ قال تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}النحل89.
      3- أنَّ دين الإسلام هو دين الحبّ والمحبة والمودة, وما أكثر العلماء المسلمين الذين ألَّفوا بل وأفردوا مؤلفاتٍ في الحب؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر: "رسالة في العشق" لابن سينا. " كتاب المحبة والشوق والأنس" للغزالي. "رسالة في الحب" لابن عربي. وما أبدعهُ ابن حزم الأندلسي في "طوق الحمامة", وغيرهم الكثير. وقد شرحوا معاني الحب, وانواعه, ودرجاته, ومراتبه..... وآخر ما قرأتُ عن ذلك هو : كتاب "الحب في القرآن الكريم" لسمو الأمير غازي بن محمد, وقد بيَّنَ بهِ أنَّ الحبَّ أصل الخلق. فلا أرى من داعٍ أبداً أن استدلَّ لكِ بآياتٍ من القرآن الكريم, بل سأستدلُّ لكِ ببعض ما في الإنجيل ثم ببعض ما في التوراة.
      4- انظري معي إلى العهد الجديد ( الإنجيل ):
      أ‌- مما في رسالةِ يوحنا:
      * وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.
      * اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ.
      * لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ.
      ب‌- مما في رسالةِ بولس:
      * اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ.
      * الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ.
      * إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ.
      * إِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا.
      * إِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا.
      * اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ.
      * الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.
      * لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ.
      5- انظري معي إلى العهد القديم (التوراة):
      ت‌- مما في سفر الأمثال:
      * هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدًّا إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ.
      * اَلتَّوْبِيخُ الظَّاهِرُ خَيْرٌ مِنَ الْحُبِّ الْمُسْتَتِرِ.
      * اَلْبُغْضَةُ تُهَيِّجُ خُصُومَاتٍ، وَالْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ.
      * مَنْ يَسْتُرْ مَعْصِيَةً يَطْلُبِ الْمَحَبَّةَ.
      ث‌- مما في سفر الأنشاد:
      * مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا.
      * اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ.
      ج‌- مما في سفر حزقيال:
      * فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ.

      أتمنى أن أكون قد أجبتكِ بعد هذا الاستعراض السريع, وأتمنى أن تتمكني من مطالعة موضوع: "الحبَّ أصل الخلق" في كتاب "الحب في القرآن الكريم" لسمو الأمير غازي بن محمد.
      د. ناصر السخني.

      حذف
    3. شكرا لردك المفصل الواضح
      وانا اذا استفزيتك فعشان نسمع ونقر ابداعك
      نرمين النمري

      حذف