22‏/08‏/2015

مِنْ هُنَا وَهُناك ..... د. نَاصِر السُّخنِي

مِنْ بَعضِ القَصَائدِ القَديمةِ...








هِيْرُوْدُس ([1])
هَيَّا اهْرُبِي كَي لَا نَمُوتَ؛
فَجُندهُ اُمِرُوا بِقَتْلِ الحُبِّ فِي الْمَهْدِ

وَغَدَاً يَمُوتُ,
وَسَوفَ نَرجِعُ مِثْلَمَا كُنَّا
نُرَوِّي الْقَلْبَ بِالْوِدِّ

هَيَّا اهْرُبِي كَي لَا نَمُوتَ؛ فَإنَّنَا
لَا نَسْتَطِيعُ الْعَيْشَ
بَيْنَ الْبَرقِ والرَّعدِ.

هَيَّا اهْرُبِي مِنْ غِيِّهِ وَتَيَقَّنِي
فَلَسَوفَ يُنْجِزُ وَعدَهُ لِي:
صَادِقُ الوَعدِ.




                                        كَافِرُ ....
مَنْ قَالَ  أَنِّي قَد  نَسِيتُكِ : كَافِرُ!!
أَوَكَيْفَ تَنْسى الأَرْضُ غَيْمَاً يُمْطِرُ؟!

أَوَكَيْفَ    أَنْسَاكِ    وَإِنِّي    سَاهِرُ
فِي كُوخِ شَوْقكِ فِي اللِّقَاءِ أُفَكِّرُ؟!




أَنَا نَاقِصٌ ....
أَنَا الشَّمْسُ؛ لَكِنَّني مُنْكَسِفْ
أَنَا البَدْرُ؛ لَكِنَّني مُنْخَسِفْ
وَكَم فَارسٍ خَيْلُهُ تَرْتَجِفْ

أَنَا غَارِقٌ فِي الهَوَى دَاخِلِيَّاً،
وَإنْ كُنتُ فِي خَارِجِي مُعتَكِفْ

أَنَا مَثَلٌ لِجَمِيعِ الخَلائِقِ،
مُتَّفِقٌ مَعَهُم مُخْتَلِفْ.

أَنَا نَاقِصٌ مِئَةٌ بِالأَلفْ
أَنَا نَاقِصٌ مِئَةٌ بِالأَلفْ.




لا أملك غير الدُّعَاء....
أُكتُبْ فَدَمعُكَ؛ قَد تَحَوَّلَ مَحْبَرَةْ
وَاكْبِتْ فَقَلبُكَ؛  قَدْ تَحَوَّلَ مَقْبَرَةْ

أَصْبَحتَ  شَمْسَاً,  نُورُهَا  غَلَيَانُهَا
شَاخَتْ  وَمَا  زَالَتْ  تُقَاوِمُ بَخْتَرَةْ

فُتِقَتْ جُرُوحُكَ بَعْدَمَا غَابَ الْمُنَى
وَرَجعْتَ   وَحْدَكَ  شَاكِيَاً  كَالْقُبَّرَةْ

وَرَفَعْتَ   كَفَّكَ  لِلسَمَاءِ   مُنَاجِيَاً
وَالظَنُّ  ظَنُّكَ:  أَنْ  تَعُودَ  مُظَفَّرَةْ





أنتِ فوق التصوّر...
نَجْلاءُ   قَدْ   بَعْثِرتِنِي؛  فَتَرَّفَّقِي
إِنِّي عَلَى عَهْدِي وَعَهْدِي مُوثِقِي

حَاوَلْتُ أَنْ أَقْسُو عَلَيْكِ لِتَرْتَقِي
فَوَجدتُ أَنَّكِ فَوْقَ قِمَّةِ مَنْطِقِي






([1]) هُيرودس: هو الطاغية الذي أمر بذبح كل مواليد بيت لحم وما حولها من الذكور؛ عندما عَلِمَ من علماء اليهود أن المسيح قد وُلد فيها، وخشيَ على مملكته من الزوال؛ لأنَّ بعض المجوس جاءوا من المشرق قائلين: أين هو المولود ملك اليهود. فإننا رأينا نجمة في المشرق, وأتينا لنسجد له. كما في انجيل متى.

هناك تعليقان (2):

  1. الحب الحقيقي...
    هو ان تخترع لهم الهواء عند اختناقهم...
    وتنزف لهم دموعك عند عطشهم...
    وتقتطع لهم من جسدك عند جوعهم...
    ثم لا تنتظر المقابل.......
    الحب ليس بصمة عار في جبين التاريخ..
    انماهو ستار العفاف والغنى...
    الحب زهرة ناضرة لايفوح اريجها وعبيرها وشذاها الا اذا تراقصت عليها قطرات الدموووووع....
    الحب الحقيقي...
    هو ان ترمي لمن تحب طوق النجاة في لحظة الغرق....
    وتبني لهم جسر الامان في لحظات
    الخوف...
    وتمنحهم ثوبك في لحظات العري كي تسترهم...
    ثم لا تنتظر
    المقابل......
    عظيمة هي فضيلة التضحية لكل من نحب...
    الحب الحقيقي...
    هو ان تقدم لهم دعوة الى الحياة حينما يفقدون شهيتها ويتللذذون الموت...
    وتقدم لهم دعوة للحلم حينما يفقدون اللذة الجميلة للحلم...
    وتقدم لهم دعوة اللجوء الى قلبك حينما تغلق جميع الافئدة في وجوهههم....
    ثم لاتنتظر
    المقابل...
    الحب الحقيقي...
    هو ان تساعدهم ع الوقوف عند التعثر...
    وتساعدهم ع الفرح عند الحزن...
    وتساعدهم ع الامل عند اليأس....
    ثم لاتنتظر
    المقابل...
    الحب الحقيقي...
    هو ان ترد كلمات السوء عنهم في غيابهم
    ...وتحرص ع بقائهم صفحة بيضاء في اعين الاخرين...
    وتحفظهم مهما غابوا عنك ...
    ثم لاتنتظر المقابل...
    الحب الحقيقي...
    ليس تقارب الاجساد
    وانما تقارب
    الارواح....
    وان تبقى وفيا لمن تحب حتى بعد مماته....
    الحب الحقيقي...
    ان تبتعد عن قلب من تحب...
    حتى وان شلتك الذكرى اليه...
    وتراقبه من بعيد..
    وتبقى تدعو له في ظهر الغيب...
    ليكون الملتقى في الجنان.....
    ...
    ...
    ...
    الهاربة........
    .......

    ردحذف
    الردود
    1. عندما تعودي أيتها الهاربة؛ سأردُّ على تعليقكِ
      إن شاء الله

      حذف