16‏/04‏/2015

تَرَاجَعتُ؛ سَامِحِيني.... د. نَاصِر السُّخنِي


الرُّجُوعُ إلى الحَقِّ والاعتِذَار؛ تَعَلَّمنَاهُ ونُعَلّمهُ للصِّغَار؛ لِأنَّنا عَرَفنَا أَنهُ لَا يَقِدرُ عَليه إلَّا الكِبَار.



-1-
إِذا  كُنتُ  يَومَاً   بِعَفوِيَّةٍ   قُلتُ   أّنّي   أُحِبّكِ   حُبَّ   الجُنُونِ
وَقلتُ بِأنَّكِ  عِشقُ   حَيَاتِيْ،  وَأنّكِ  ظِلُّ   الهَوَى  فِي  الجفونِ
وإنْ كُنتُ بَالغْتُ فِي وَصْفِ شَوقِيْ، وَكَيفَ اشتِيَاقُكِ دَكَّ حُصُونِي
*****
فَهَلّا  تَجَاوَزتِ  عَمَّنْ   تَسَرَّعَ   بِالحُكْمِ  لَمَّا  رَشَوتِ  عُيُونِي
وَهَلّا  عَذَرتِ   سَذَاجَةَ  حِسِّي    بِفكْرٍ  تَشَابَكَ  مِثل الغُصُونِ
وَهَلّا   غَفَرتِ   بَراءَةَ   شِعرِي ؛  فَرَأْيِي   تَغَيَّرَ  مِثل   ظُنونِي
*****
أَلَاْ فَاحْذِفِي بَعضَ مَا قُلتُ إِنِّيْ  تَرَاجَعتُ عَنْ خَطَئي وَشُجُونِي
وَإنِّيْ  بِهَذِي  القَصِيدةِ  أُخْرِجُ  كَتْمَ  فُؤَادِي،  وَكَبْتَ سُجُونِي
سَأَكتُبُ عَنْ  قَشْعَريرَةِ  وَجدِيْ  وَأعزِفُ  بِالوَجدِ  كُلَّ  لُحُونِي

-2-
تَحَرَّرتُ  بِالعَقلِ   فَلتَسْمَعِينِي   بِصِدْقٍ  أُفَجِّرُ   كُلَّ   دَفِينِي
أنَا  لَمْ  أكُنْ  قَطُّ مَجنُونَ  حُبِّكِ بَل كَانَ  حُبِّيَ حُبَّ  الرَّزِينِ
وَلا   كُنتِ  عِشقَ حَياتِيَ بَلْ أنتِ  كُلُّ  حَياتِي، وَحُلمُ سِنِينِي
وَلَا  لَمْ  أُبالِغْ  بِشَوْقِيْ  إليَكِ  وَوَصفيَ  كَانَ  رَذَاذَ   حَنينِي
فَإنِّي امْتَصَصتُكِ  حَتَّى  غَدوتِ  بِعُمقِيَ صَرحَاً  يُوازِي  يَقِينِي

-3-
وَنَفْسِيَ  قَبلكِ  كَانتْ  تُنَقِّبُ  عَنكِ، وتبْحَثُ  فِي كُلِّ حِينِ
وحِينَ  وَجَدتُكِ  أَيقَنتُ  أنَّكِ  مَا  كَانَ يَنقُصُ  إِكْمَال  دِينِي
فَأنتِ  الوِلادَةُ ،  والعُمرُ  قَبلَكِ  أَشبَهُ  شيءٍ  بِعَيشِ  الجَنينِ
أنَا  لا   أُريدُ  حَياتِي  قَبلَكِ؛  حَسبِيَ   أنَّكِ   أنتِ   عَرينِي
فَأنتِ  انتَزَعتِ  كَوامِنَ   قَلبِي  وأرغَمتِنِي   بِالغرَامِ   المَكِينِ

-4-
خُذِيني ،  فَإِنِّيَ مُلْكُ يَدَيكِ،  خُذِينِي  بِنَفسِي  ورُوحِي  وَطِيْنِي
فَإنِّي  تَعَلَّمتُ  حينَ  عَشقتُكِ  خَوضَ  البِحَارِ  بِدُونِ   سَفينِ
وَهَذي مُحَاوَلَتي  كَيْ أُكَمِّلَ  نَقْصَ  حُرُوفِي،  وَعَجزِي،  وَلِينِي
لَعَلّيَ  أُعطيكِ  ما  تَسْتَحِقِّينَ:  وَشْمَاً  بِقَلبِي ،  إِلى  يَومِ  دينِ
تَرَاجَعتُ حينَ  تَأَكَّدتُ  أَنِّيَ  قَصَّرتُ  - سَيِّدَتِي -  سَامِحينِي



هناك تعليق واحد:

  1. كلمات عظيمه لايقولها إلا عظيم مثلك دكتورنا الغالي
    أسأل ربي العظيم أن يحفظكم ويرعاكم
    وأن يصرف عنكم شر شياطين الإنس والجن وما خلق.

    ردحذف