09‏/03‏/2015

جَزاءُ سِنِمّار... د. ناصر السخني


ما أسوأَ أن تقارب الأربعين من العمر وأنتَ تجهلُ مدلولاتِ الحقدِ والانتقام؟!!!
مع أنَّ البدوي الذي أخذ ثأرهُ بعدَ أربعين عاماً قيلَ أنّهُ استعجل !!!
لذلك تعلمتُ أنَّ الانتقامَ طبقٌ من الأفضلِ أنْ يُقَدَّمَ بارداً.



فِي النّفسِ حُمّى: هِي المَحيَا عَلَى الثَّارِ
وليسَ  في   الطِّبِّ   ضُمّادٌ   لإصراري

يَا   نَاكثينَ   لقدْ    هَدّأتُ    عاصِفتي
كَظْماً  ،  وَبعّدتُ  بَارُودِي  عَن   النّارِ

يا   ناكثينَ    وفي    عيني    مَحبّتكم
كانتْ   إماماً , وصارتْ  بِئْسَ   تذكارِ

كانتْ     بساتينَ    أشْجارٍ     مُظلِّلةٍ
صارتْ     يدينِ     لقُدُّومٍ     ومِنْشارِ

غيّرتُ   عِطري  ،  وَتَوقِيعِي  وَأَشرِطَتِي
غيّرتُ    قلبي    وتفكيري   وإشعاري

فكلُّ     مَيْلي    وأهوائي    وعاطفتي
وكلُّ     عقلي    وتدبيري    وأفكاري

وكلُّ    ما  قدْ  بنيتُ   الأمسَ مِن مُدُنٍ
عُقبايَ   منهُ  ؛ كما   عُقبى     سِنمّارِ(1)

إني  إذا   كنتُ   قدْ   أرجأتُ  زوبعتي
فكي    أجمّعَ     أحجاراً    لإعصاري.

2009م





(1) سنِمَّارُ: مُهَندسٌ مُبدِعٌ بَنَّاءٌ روميٌّ, بني قَصْراً للنُّعمان بن المُنذِر مَلكِ الحِيرةِ، حيث أرادَ النُّعمَانُ أنْ يَبني قصراً لا مثيلَ لهُ؛ فبنى لهُ الخَوَرنَق, وَأبدَعَ.
وبعدَ انتهائهِ قالَ للنُّعمَان: أنَّ هنالكَ لَبِنَةً لو أُزيلتْ لَسَقَطَ القصرُ بأكملهِ, وَأنهُ يستطيعُ أن يبني أعظمَ مِن الخَوَرنَق.
فجاز النُّعمَانُ سِنمّارَ بإِلقائهِ من فوق القصرِ كَي لا يبنى مثله لغيرهِ، فقيل: جُوزِيَ جزاءَ سِنِمَّار : وصارتْ مَثَلاً يضرب لمن يُجْزَى على الإِحسَان بالإِساءة.


هناك 3 تعليقات:

  1. ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء

    ردحذف
  2. من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء

    ردحذف
  3. اني قتلتك و استرحت
    يا أرخص امرأة عرفت


    أغمدت سكيني في صدرك
    وفي دمك أغتسلت
    وأكلت من شفة الجراح
    ومن سلافاتها شربت
    ..وطعنت حنك في الوريد
    ..طعنته حتى شبعت


    ..ولفافتي بفمي
    ..فلا أنفعل الدخان و لا انفعلت
    ..و رميت للأسماك لحمك
    ..و لا رحمت و لاغفرت


    ..لا تستغيثي و انزفي
    ..فوق الوسادة كما نزفت


    ..نفذت فيك جريمتي
    ..و مسحت سكيني ونمت
    ..و لقد قتلتك عشر مرات
    ..ولكني فشلت
    ..و ظننت و السكين تلمع
    ..في يدي اني انتصرت


    ..وحملت جثتك الصغيرة
    ..طي أعماقي وسرت
    ..وبحثت عن قبر لها
    ..تحت الظلام فما وجدت
    ..و هربت منك وراعني
    ..اني اليك انا هربت


    ..في كل زاوية اراك
    ..و كل فاصلة كتبت
    ..في الطيب في غيم السجائر
    ..في الشراب اذا شربت


    ..انت القتيلة .. ام انا
    ..حتى بموتك ما استرحت
    ..حسناء لم اقتلك انت
    .,ولكن .. نفسي قتلت

    ردحذف