-1-
لِمَاذَا تُلِحِّيْنَ دَوْمَاً عَلَيَّ
لِكَي أنْفَجِرْ؟!
لِمَاذَا إِذَا مَا شَعَرتُ بِفَرحٍ
وَطِرْتُ قَلِيْلَاً
أُفَاجَأُ أَنَّ جَناحِي كُسِرْ؟!!
لِمَاذَا تقولين قِفْ وتمهَّلْ؟!
كَأَنَّ لَهِيْبَ انْدِفَاعِي إِلَيْكِ
يُوَاجِهُ مِنْكِ غَزِيرَ الْمَطَرْ؟!!
-2-
لِمَاذَا؛
وَأَنتِ التِي لَوْ تُحَققُ فَهْمِي
لَمَلَّكْتُهَا كُلَّ مَا فِي يَدَيَّ
وَقلْبِي وَعَقلِي وَعُمرَ الْعُمرْ
لِمَاذَا؛
وَإنِّي لِأَجلِ عُيُونِكِ
أَحرَقتُ كُلَّ سَفَائِنِ أَمْسِي
وَعِفتُ الْبَحِرْ
وَدَفّقَتُ نَحوَكِ سَيْلَ العَوَاطِفِ,
أَيْقَظتُ فِيْكِ بُحُورَ الشِّعِرْ.
-3-
أَلَسْتُ أَغَارُ كَكُلِّ البَشَرْ؟!
أَلَيْسَ لِيَ الْحَقُّ أَنْ لَا يَمسَّ
أَلَيْسَ لِيَ الْحَقُّ أَنْ لَا يَمسَّ
حَبِيْبِي ضَرَرْ ؟!
أليسَ ليَ الحقُّ أن لا يُصِيبَ
حَبِيْبِي شَرَرْ ؟!
أَنَا لَسْتُ أطلبُ فوقَ حُقُوقِي
وَلَسْتُ أُحَاوِلُ تَوْسِيْعَ
بَعضِ ثُقوبِ الإبَرْ
وَلَسْتُ أُحَاوِلُ
تَسْتِيرَ شَمْسَ الظُّهُرْ
وَلَسْتُ أُعَارِضُ حُكْمَ الْقَدَرْ.
-4-
أَنَا لَسْتُ طَيْفَاً يَمُرُّ بِبَالٍ
وَبَعدَ شُهُوْرٍ يَصِيْرُ أَثَرْ
وَمَا زَالَ فِي يَدِنَا الْاختِيَارُ
وَمَركِبُنَا لَمْ يَزَلْ مُستَقِرْ
فَكَسْرُ فُؤَادٍ،
وَتَحطِيْمُ قَلْبٍ،
وَهَدْمُ مَشَاعَر
أَهْوَنُ عِنْدِيَ مِنْ أَنْ أُحِسُّ
بِأَنِّي أَصِيْدُ بِمَاءٍ عَكِرْ
أُمَزِّقُ قَلْبِي
إِذَا شَاءَ جَرِّيَ لِلْمُنْحَدَرْ.
-5-
أَنَا لَنْ أُهَادِنَ فِي قِيَمِي، لَا:
وَإِنَّ الْكَرَامَةَ فَوْقَ هَوَايَ
وَإِنَّ الْكَرَامَةَ فَوْقَ هَوَايَ
وَإِنَّ الشَّهَامَةَ فَوْقَ غَرَامِي
وَإِنَّ
النَّزَاهَةَ فَوْقَ مُيُولِي
وَعِزَّةَ نَفسِيَ فَوْقَ الفِكَرْ
وَإِنَّ الْخِيَانَةَ عِنْدِيَ
أَلَّا أَكُوْنَ عَلَى الْعِلْمِ بِالْمُسْتَتَرْ
وَإِخْلَاصُ قَلْبِي وَقَولِي وَفِعْلِي:
سَمَاءٌ، وَلَيْسَتْ تُحدُّ بِحَدٍ
وَلَا تَنْحَصِرْ.
-5-
أَرَانِي تَعِبْتُ
وإنْ كانَ صَبرِي يَقولُ اسْتَمِرْ
وإنْ كانَ طَبعِي
يُنَاقِضُ صَبْرِي: بِأَينَ الْمَفَرْ؟!
إِذَا اخْتَرْتِنِي
وَأَرَدتِ الْمُضِيَّ
فَهَذِي مَبَادِئُ عَقْلِي وَقَلْبِي،
إِلَى أَنْ أَصِيرَ رَهينَ القَبِرْ.
وَهَذَا
أَنَا ــــ وَبِكُلِّ الْبَسَاطَةِ ـــــ بِالْمُخْتَصَرْ
19\7\1998م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق